في عامٍ طغت عليه التوترات الاقتصادية والتقلبات الجيوسياسية، برز الذهب من جديد كملاذٍ آمن، لا تخيب فيه آمال المستثمرين. ومع بداية الربع الثاني من عام 2025، تجاوز سعر أونصة الذهب حاجز 3,200 دولار، في قفزةٍ تاريخية غير مسبوقة، أعادت تشكيل خارطة الاستثمار العالمي، وأثارت تساؤلات واسعة حول مستقبل المعدن الأصفر خلال ما تبقى من العام.
لكن كيف وصلنا إلى هذه النقطة؟ ولماذا يشهد الذهب هذا الازدهار؟ وهل ما نراه مجرد طفرة عابرة أم بداية لموجة صعود جديدة؟ هذا ما سنفككه سويًا في السطور القادمة عبر سرد تحليلي، مدعوم بالوقائع والأرقام وتوقعات المؤسسات الكبرى.
مشهد عالمي مشحون... والذهب يستفيد بذكاء
في أوقات الأزمات، تتجه أنظار الأسواق دائمًا نحو الأصول التي تحافظ على القيمة، والذهب في طليعتها. وبنظرة سريعة على المشهد العالمي، نجد أنفسنا أمام لوحة معقدة:
كل هذه العوامل مجتمعة، مهّدت الطريق لارتفاع الذهب، ليس فقط بوصفه سلعة استثمارية، بل كرمز للاستقرار في عالمٍ يزداد اضطرابًا.
الذهب بالأرقام: ارتفاعات تاريخية خلال شهور
بدأ الذهب عام 2025 وهو يراوح في نطاق 2,650 - 2,700 دولار للأونصة، لكن سرعان ما تغيّر المشهد خلال شهر مارس، ليخترق مستوى 3,000 دولار ثم يواصل صعوده حتى لامس 3,245 دولارًا في منتصف أبريل، بنسبة نمو تقارب 22% خلال أقل من أربعة أشهر.
ما الذي يُبقي الذهب في دائرة الصعود؟
توقعات 2025-2026: هل نرى 4,000 دولار قريبًا؟
تشير توقعات غولدمان ساكس إلى إمكانية بلوغ الذهب 3,700 دولار قبل نهاية 2025، و4,500 دولار في سيناريو متفائل. بنك أوف أمريكا يتوقع أسعار بين 3,400 و3,600 دولار، بينما UBS يرى استقرارًا فوق 3,200 حتى 2026.
السوق المحلي: الذهب في مصر يُسجل أرقامًا قياسية
العيار | السعر (جنيه مصري للجرام) |
---|---|
عيار 24 | 5,280 جنيه |
عيار 21 | 4,620 جنيه |
عيار 18 | 3,960 جنيه |
الجنيه الذهب | 36,880 جنيه |
يعود هذا الارتفاع لتأثير السوق العالمية، وتراجع الجنيه المصري أمام الدولار، مما ضاعف من حدة الأسعار محليًا.
هل هذا وقت مناسب للاستثمار في الذهب؟
يرى المحللون أن الوقت مناسب لمن يخطط لتحوّط طويل الأجل، شرط التنويع في المحفظة، وعدم الاعتماد الحصري على الذهب.
الخلاصة: الذهب يفرض نفسه كعملة عالمية صامتة
في ظل عالم يضج بالأزمات، يثبت الذهب مجددًا أنه خيار استراتيجي متين، ومرآة لثقة الأسواق في القيم الحقيقية.
ملحق المصادر والتحليلات المعتمدة: Reuters، Bloomberg، Business Insider، MarketWatch